السؤال:
لقد سمعت من إمام أحـد المساجد حديثًا في هذا الشـهر عن فضل القرآن، وكان من ضمن حديثه قوله: إن القرآن صنعة الله، ما قاله الشيخ، ومن خلال دراستي للتوحيد في المراحل الدراسية، تعلمت بأن المعـتزلة هم الذين قـالوا بخلق القرآن، وأهل السنة والجـماعـة أبـطلوا ودحضوا حجتـهم، حيث إن مذهب أهل السنة والجـمـاعة بالنسبة للقرآن: أنه ليس بمخلوق، بل هو كلامه -تعالى- حقيقة، نزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم. فأنا لا أدري إن كان للشيخ مقصد آخر يرنو إليه، عندما قال مقالته أم ماذا؟ .
فـمـا رأيكم بذلك القول، الذي قـاله إمام ذلك المسـجـد أرجو توضيح ذلك؟ .
الجواب :
الحمد لله وحـده، والصلاة والسلام على رسوله، وآله وصحبه. وبعد: .
إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك تعتقد أن القرآن كلام الله، تكلم به حقيقة ونزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن إمام المسجـد قال: إن القرآن صنعة الله. فـعقيدتك في كـلام الله صحيحة، وهي موافـقة لما قاله أهل السنة والجماعة. .
وأما قول إمام المسجـد: إن القرآن صنعة الله، فـغير صواب لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة وطريقة السلف في فهمهما. ولعلك تتصل به، وتنبهه فـقد يكون منه ذلك خطأ لسانيًا غيرمقصود له، فـيصلح قوله، ويعدل لفظه. .
فـإن تبين بحديثك معه أنه يعتقد أن القرآن مخلوق، وأصر على ذلك، فـأرشـده إلى الحق، إن اسـتطعت، وإلا فـأعطه كـتـاب: "العـقـيـدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وكتاب: "التدمرية" له أيضًا، وكـتاب: "شرح الطحاوية" للشيخ: ابن أبي العز -رحمه الله- أو أرشده إليها؛ ليقرأها، ويتعرف منها العقيدة الصحيحة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.